*¨®¨*-منتديات فارس الاحلام*¨®¨*-

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*¨®¨*-منتديات فارس الاحلام*¨®¨*-


    أصعب الدموووع

    Anonymous
    ????
    زائر


    أصعب الدموووع Empty أصعب الدموووع

    مُساهمة من طرف ???? الخميس ديسمبر 17, 2009 6:31 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أصعب الدموووع
    قصة قصيرة


    أعمل في هذا المتنزه منذ سنوات، وهي تأتي على كرسيها المتحرك من قبل أن أعمل، يدفعها سائق متأنق، يأتي بها في الصباح، ويعود بها في المساء، بقيت لسنوات وأنا أراقبها، تجلس أمام البحر وتنظر إليه، كأنها تحدثه ويحدثها، وفي يدها كتاب لا يغادر كفيها الرقيقين، داهمني الفضول، ولما احتلني قررت في هذا اليوم أن أقتحم خلوتها، وأتعرف عليها، وأكشف سر هذا الكتاب الذي بين كفيها، اقتربت وأنا أرتعش، فجمالها أخاذ، وجاذبيتها ساحرة، وكلما اقتربت تداعى إلى أنفي رائحة عطر لم أشتمه من قبل، وقفت خلفها في خشوع، وشعرها المنسدل على كتفيها، ثم على الكرسي، تنبعث منه حرارة، تكفي لتدفئتي من برد السنين، أوشكت أن ألمسه بأطراف أصابعي لكني تراجعت، تقطعت أنفاسي، وانتابني شعور مفاجئ بالدوار، ورحت أترنح، حتى التفتت إلي بعينيها الخضراوتين، ونظرت إلي نظرة ثاقبة، فتجمد الدم في عروقي، واحمرت وجنتي في آن واحد، حتى ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها العنقودية، فرددت بمثلها، ثم أشارت لي بالجلوس، جلست أمامها وأنا في حلم جميل، وقالت بصوت ساحر أخاذ، ووجه آسر خلاب:
    - هل أستطيع أن أخدمك بشيء ؟
    فهززت رأسي مرة بلا ثم بنعم ثم بصمت مطبق، راحت تنظر إلي مستغربة، واستجمعت عندها قواي، وشحذت عزيمتي، وسللت حماستي وقلت:
    - لقد أردت أن أتعرف عليك، فأنا أراقبك منذ سنوات!!
    فاحمرت وجنتيها من الخجل، وراحت تنظر إلى الأرض في ارتباك شديد، ثم واصلت:
    - أنا لا أقصد مضايقتك، ولكن الفضول، وربما الإعجاب جرأني اليوم لأقتحم خلوتك..
    فلملمت أشلائها، وراحت تضحك بهستيرية، وأنا مستغرب تماماً، ثم قالت:
    - تراقب امرأة مقعدة في العقد الرابع من عمرها!! أنت غير طبيعياً!!
    وشعرت بأنها لا تصدقني، وبدت ملامح الضيق على وجهي، وخيبت الأمل تشع من عيني، وأوشكت على القيام، فربتت على كفي بحنو بالغ قائلة:
    - لا تغضب، أنا مدينة لك بأول ضحكة في حياتي!!
    فسألتها مباشرة وبقسوة:
    - ما ذاك الكتاب الذي بين كفيك؟!
    فقلبت الكتاب بين كفيها، ثم نظرت إليّ، ومدت يدها لتعطيني الكتاب، قائلة:
    - تفضل!! يمكنك أن تقرأه، إنها ذكريات حياتي!!
    أمسكت الكتاب ورحت أقلب في صفحاته بنهم شديد، لا أحرف، لا كلمات، لا عبارات، صفحات بيضاء، ابتلت، وجفت، فنظرت إليها مستغرباً، لتقول:
    - أنا لا أجيد الكتابة مثل الأدباء، وتلح علي خواطر كثيرة سجلتها بالدموع، كلها بالدموع!!
    فاتسعت حدقتي، وثغر فاه، وهي تنظر إلي وتضحك، تضحك، ثم قالت:
    - دعني أوضح لك!!
    ورحت أقلب في صفحات الكتاب وهي تخبرني بكل نوع من أنواع الدموع المجفف على الصفحة!!

    دموع الغضب
    دموع العناد
    دموع الرضا
    دموع الوفاق
    دموع الصلح
    دموع الوفاء
    دموع الألم
    دموع الوجع
    دموع الاشتياق
    دموع القهر
    دموع الظلم
    دموع الحرمان
    دموع الفقر
    دموع الجوع
    دموع الحب
    دموع اللهفة
    دموع المتعة
    دموع النشوة
    دموع الفراق
    دموع اللقاء
    دموع العذاب
    دموع الانكسار
    دموع الانتظار
    دموع الوحدة
    دموع الغدر
    دموع الخيانة
    دموع الامتلاك
    دموع النصر
    دموع الهزيمة
    دموع الضياع
    دموع الفرح
    دموع الحزن
    دموع الذل
    دموع الرجاء
    دموع القسوة
    دموع الحنان
    دموع الرحمة
    دموع الشفقة
    دموع المواساة
    دموع الندم
    دموع الكره
    دموع الانتقام
    دموع الخوف
    دموع الرعب
    دموع الأمان
    دموع النسيان
    دموع الذكريات
    دموع الحقد
    دموع البغض
    دموع الكرامة
    دموع السماح
    دموع الصفاء

    لكل دمعة قصة كانت تقصها عليّ، ومرت الدقائق، والساعات، والأيام، والأسابيع، والشهور، والفصول، والسنوات، كلمح البصر، تنتظرني، وأنتظرها، وفي كل صفحة دمعة، ولكل دمعة حكاية، ودائماً مؤلمة!!
    ولم يعد في الكتاب غير صفحتين، بدمعتين، هذه الدمعة كانت غريبة، فنظرت إليها متسائلاً، فردت بضحكتها الصاخبة التي تعودت عليها قائلة في خجل:
    - هذه دموع البصل!!
    فضحكت أنا الآخر، وأنا لا أريد أن أقلب الصفحة الأخيرة حتى لا أحرم من رؤيتها بعد اليوم، ولكنها أشارت لي برموش عينيها أن أقلب الصفحة، فلما قلبتها، وجدتها بيضاء، بدون دموع، وعندها أمسكت بيدي لأول مرة، وشدت عليهما قائلة بصوت متهدج:
    - هذا أصعب بكاء، البكاء من دون دموع، كالألم بدون صراخ!!
    وإذا بي لا أتمالك نفسي، وتتسلل من مؤقتي، عبرات ساخنة، تنساب على خدي، وتسقط على غلاف الكتاب، فتريح ظهرها على الكرسي، وتنظر إلي قائلة:
    - شكراً، شكراً على التوقيع!!
    وراحت!!
    ورحت أجهش في بكاء شديد، أو أؤكد التوقيع!!
    انتهى...

    أرجوا أن تنال على إعجااااااب لجميع
    أختكم/ بنت الحسين
    فارس الاحلام
    فارس الاحلام
    المدير العام


    الدولة: : السعوديه
    المزاج : رايق
    الهوايات: : رياضة
    70
    تاريخ التسجيل : 03/12/2009
    الموقع : https://alsiah.yoo7.com/forum.htm

    أصعب الدموووع Empty رد: أصعب الدموووع

    مُساهمة من طرف فارس الاحلام الجمعة ديسمبر 18, 2009 9:06 am

    يسلمووو الله يعطيك العافيه
    Anonymous
    ????
    زائر


    أصعب الدموووع Empty رد: أصعب الدموووع

    مُساهمة من طرف ???? الجمعة ديسمبر 18, 2009 11:48 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشكووور أخوي على المرور
    لا عدمنا نورك
    تقبل تحياتي
    أختك/ بنت الحسين

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 7:42 pm